الأطفال يتضورون جوعًا في غزة. رغم إرسال كميات كبيرة من المساعدات الإنسانية إلى المنطقة، يتم منع هذه المساعدات بشكل منهجي من الوصول إلى مستحقيها. الحصار العسكري الإسرائيلي يمنع بشكل ممنهج إيصال الإمدادات الحيوية من الغذاء والماء والأدوية إلى سكان في أمسّ الحاجة إليها. يتم قصف المستشفيات، وتدمير المدارس، والقضاء على البنى التحتية للمياه والصرف الصحي بشكل منهجي، ويتم تهجير المدنيين قسرًا من منازلهم.
ما يحدث في غزة ليس كارثة خارجة عن سيطرة البشر. بل هو انهيار إنساني مدبّر سياسياً، تُنتهك فيه القوانين الدولية، ويُفرض على السكان المدنيين عقاب جماعي. إن تصرفات الحكومة الإسرائيلية تُظهر بوضوح أن الأمر لا يتعلق بالدفاع عن النفس، بل بعملية مدروسة ومنهجية لتهجير الشعب الفلسطيني. إنه إبادة جماعية ويجب وقفها الآن.
بصفتها جزءًا من الحركة النقابية الدولية، تقف نقابة “كومونال” دفاعًا عن حقوق الإنسان والتضامن والسلام. لا يمكننا ولن نظل صامتين بينما تُرتكب جرائم انتهاك القانون الدولي أمام أعيننا.
نطالب الحكومة السويدية بالخروج من حالة السلبية واتخاذ موقف أكثر وضوحًا وحزمًا. يجب على الحكومة أن تتحرك بقوة. لم تعد البيانات العامة كافية. يجب على الحكومة أن:
تدين بوضوح وعلانية تصرفات إسرائيل في غزة وما تسببت به من معاناة للسكان المدنيين.
نضغط على الاتحاد الأوروبي إلى تجميد اتفاقية التجارة الحرة مع إسرائيل فوراً حتى يتم احترام القانون الدولي.
العمل على فرض عقوبات محددة على القادة السياسيين والعسكريين الإسرائيليين المسؤولين عن جرائم الحرب وانتهاكات حقوق الإنسان.
السعي إلى حظر التجارة مع المنتجات القادمة من المستوطنات الإسرائيلية غير القانونية المقامة على الأراضي المحتلة.
استئناف الدعم السويدي لوكالة الأونروا، وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين.
وبالإضافة إلى هذه المطالب، نرى أنه يتعين على السويد أن تدافع عن استقلالية المحاكم الدولية وتحترم قراراتها بشكل كامل، حتى عندما يستدعي الأمر محاسبة الحلفاء أو الشركاء التجاريين عن جرائم الحرب وانتهاكات حقوق الإنسان. كما يجب على السويد أن تنتهج سياسة خارجية نشطة تهدف إلى إنهاء الاحتلال الإسرائيلي ودعم حل الدولتين العادل والمستدام وفقًا لقرارات الأمم المتحدة والقانون الدولي.
يجب ألا يتم تطبيع ما يحدث في غزة أبدًا. إنه واجبنا كأناس وكعمال وكناشطين نقابيين أن نقف من أجل السلام والعدالة وكرامة الإنسان.
2025-06-11