الرفيق محمد علوش رئيس المؤتمر.. شكرا لكم لدعوتي في القاء كلمة في هذه المناسبة العزيزة، انه لفخر وشرف لي ان أكون معكم، ونتمنى ان نكون معكم في مؤتمركم القادم.
الرفيقات والرفاق الأعزاء.. السادة الضيوف
تحية نضالية حارة،
باسم اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العمالي العراقي، وباسم الأمانة العامة للجبهة العمالية الموحدة للدفاع عن الشعب الفلسطيني، نتوجّه إليكم بأصدق مشاعر التضامن والدعم بمناسبة انعقاد مؤتمركم الخامس، في واحدة من أكثر اللحظات حرجًا في تاريخ القضية الفلسطينية، حيث يتعرض الشعب الفلسطيني، وفي طليعته طبقته العاملة، لأبشع أشكال العدوان والتجويع والتهجير، في محاولة بائسة لتصفية نضاله العادل من أجل الحرية والكرامة والعودة.
ومن بغداد، أبلغكم تحيات رفيقاتنا ورفاقنا، الذين يتمنّون لمؤتمركم العزيز النجاح والتوفيق، والخروج بقرارات تدفع بالحركة العمالية الفلسطينية خطوة جديدة نحو تحقيق أهدافها الماثلة أمام أعينها: الحرية، والمساواة، والرفاه.
إن لهذا المؤتمر مكانة خاصة على مستويين: الأول، أنه يخص الطبقة العاملة التي كانت، وستبقى، حاملة راية التحرر والمساواة.
والثاني، أنه ينعقد في لحظة تاريخية حرجة تمرّ بها القضية الفلسطينية، في ظل جرائم يومية ترتكبها دولة إسرائيل الفاشية دون رادع أو محاسبة دولية.
أيها الحضور الكرام،
قبل أيام، تحدث الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب من الرياض عن “السلام في الشرق الأوسط”، وروّج لصفقاته الاقتصادية على أنها مدخل لتحقيق السلام. لكنه تجاهل حقيقتين أساسيتين:
أولًا، أن السلام لا يتحقق بالصفقات الاقتصادية وحدها دون استقرار سياسي وأمني، لا في الشرق الأوسط ولا في العالم. هذه طبيعة حركة رأس المال نفسها.
ثانيًا، أن السلام لن يأتي في منطقتنا الشرق الأوسط، دون حلّ عادل للقضية الفلسطينية، وإنهاء الظلم القومي الواقع على الشعب الفلسطيني، وتأسيس دولته المستقلة. فبغياب هذا الحل، تبقى الأرض خصبة لإرهاب الدولة والجماعات، ولا يُنتزع السلام الحقيقي إلا بإزالة الجذر: الاحتلال.
السلام الذي ننشده لا يخصّ فلسطين وحدها، بل يخص شعوب المنطقة جميعًا، وهو قضية استراتيجية بالنسبة للطبقة العاملة العالمية.
ان الطبقة العاملة في فلسطين تدفع ثمنًا باهظًا من حريتها ولقمة عيشها، وتعاني من ظلم قومي وطبقي مزدوج. وقيادتها لأنهاء الظلم القومي ليست مسألة محلية، بل جزء عضوي من نضال الطبقة العاملة في كل مكان ضد الاستغلال والاستعمار بكل اشكاله.
إن القضية الفلسطينية، كما أكّدنا سابقًا ونؤكد اليوم من على منبر مؤتمركم، هي قضية أممية، قضية إنسانية بالدرجة الأولى. ولا يمكن لأي إنسان تحرري، أو مدّعٍ للانتماء الإنساني، أن يقبل هذا الجرح المفتوح في ضمير العالم.
إنها إبادة جماعية ضد الأطفال قبل النساء، النساء قبل الشباب، الشباب قبل الشيوخ، انه عارٌ يلطّخ جبين البشرية.
لقد كشف الغرب الليبرالي والديمقراطي الرسمي عجزه الفاضح عن إيقاف حمّام الدم الذي يديره النازيون في إسرائيل.
الفرق بين ما جرى في الهولوكوست وما يجري اليوم في غزة والضفة الغربية، هو أن الجرائم هناك كانت تُخفى، ولم تكشف عنها الا بعد ان حطت الحرب العالمية الثانية اوزارها، وهزم النظام النازي ليتكشف جرائمه، أما اليوم وفي الاراض الفلسطينية فترتكب على الهواء أبشع أنواع الجرائم مباشرة، بأيدٍ مكشوفة، وبلا قفازات ولا خجل.
صحيح أن الاحتجاجات والاضرابات العمالية حول العالم، كانت وراء المذكرات القضائية التي صدرت بحق مجرمي الحرب مثل نتنياهو وزير حربه او بالأحرى جرائمه يوآف غالانت، وشكّلت صفعة معنوية وسياسية ومزقت الرواية الإسرائيلية حول حقانيتها الزائفة بارتكاب الجرائم بحق الفلسطينيين العزل، لكن هذا لم يردع الدولة الإسرائيلية الفاشية، لا بأحزابها اليمينية ولا بتياراتها “اليسارية "الوسطية" المزعومة، عن ارتكاب الجرائم اليومية بحق الفلسطينيين.
أيها الرفاق الأعزاء،
إن من يستطيع وقف هذا النزيف، ومن بإمكانه جرّ هؤلاء المجرمين إلى المحاكم الدولية، هي الطبقة العاملة العالمية.
تخيّلوا فقط لو أن عمال الموانئ في العالم، كما فعل رفاقنا في السويد، إسبانيا، والمغرب، رفضوا تحميل السلاح إلى السفن المتوجهة لإسرائيل. وتخيّلوا لو أن عمال النفط والغاز أوقفوا الضخ للأسواق العالمية، بالتنسيق مع عمال الصناعات الحربية والمرافئ…
عندها فقط، ستُجبر الأنظمة الحاكمة نفسها على التحرك، وسيصمت الرصاص والطائرات. هذه هي استراتيجية الجبهة العمالية الموحدة للدفاع عن الشعب الفلسطيني. قد لا تكون سهلة، لكنها ليست مستحيلة. وقد بدأت طلائعها بالفعل. لكن نجاحها يتطلب تنظيم وتوحيد نضال الطبقة العاملة عالميًا، وبناء شبكات تنسيق بين النقابات والقوى التقدمية الأممية.
لقد شمروا رفاقنا العمال في الموانئ عن سواعدهم بالمضي في هذا الاتجاه ولكن على الجبهة العمالية تنظيم وتوحيد والتنسيق مع رفاقنا العمال في العالم.
وأخيرا أيها الحضور الاعزاء
ورغم هذه الظروف، فإن صمودكم وتنظيمكم ومواصلتكم الكفاح الطبقي والاجتماعي، يشكّل نموذجًا مشرفًا وملهمًا للنضال العمالي المقاوم في وجه الاستعمار والاضطهاد.
إننا نؤمن بأن وحدة نضالات الطبقة العاملة الفلسطينية وتلاحمها مع نضال الطبقة العاملة العالمية هو السبيل الحقيقي لكسر القيد القومي والاجتماعي، وتحرير فلسطين، وإقامة دولتها المستقلة.
نعتز بعلاقتنا النضالية معكم، وبتجربتكم الغنية في الدفاع عن حقوق العمال والكادحين، ونؤكد أن معركتكم من أجل انهاء الظلم القومي والاجتماعي هي معركتنا المشتركة، وجزء حي من نضال العمال من اجل تحقيق مجتمع تسوده الحرية والمساواة.
نشدّ على أيديكم، ونؤكد أن نضالكم ليس محليًا بل أمميًا بامتياز.
عاش نضال الطبقة العاملة الفلسطينية!
عاش التضامن الأممي!
عاش المؤتمر الخامس لاتحاد نضال العمال الفلسطيني!