إن النكبة بالنسبة للشعب الفلسطيني مأساةٌ لا مثيل لها في أي مكان أو بلد في العالم. إنها مأساة إنسانية بدأت قبل ٧٧ عامًا، عندما جرى تشريد عدد كبير من أبناء الشعب الفلسطيني، وهُدّمت معظم معالم حياتهم السياسية والاقتصادية والحضارية. بدأت النكبة عام 1948، بتخطيط من القوى الإمبريالية آنذاك، وبما يخدم مصالحها الاستعمارية، حيث جرى تقسيم الدول ورسم مناطق النفوذ بين تلك القوى، بموافقتها وتنسيقها.
منذ ذلك التاريخ وحتى اليوم، يواصل الشعب الفلسطيني نضاله وتضحياته، جيلًا بعد جيل، وبكل الوسائل، ومع ذلك ما زال المصير غامضًا، وما زالت النكبات تتوالى على هذا الشعب المظلوم، نكبةً تلو أخرى.
وبعد مرور ٧٧ عامًا على بداية هذه النكبة المستمرة، يبدو وكأنها بدأت للتو: جرحٌ يتبع جرحًا، نكبةٌ بعد نكبة، وشعبٌ لا يزال صامدًا. أما “المجتمع الدولي” وطرحه الكاذب، فيبدو عاجزًا تمامًا عن حل هذه القضية الإنسانية، رغم أن الحقائق باتت واضحة كوضوح الشمس في رابعة النهار.
إن النظام الرأسمالي هو نظام قائم على سفك الدماء، وعلى خلق الأزمات بكل أشكالها. ولننظر إلى هذا المجتمع الدولي، بما فيه مجلس الأمن وجمعية الأمم المتحدة، كيف تدخلوا لحل نزاعات قومية، وأزمات اقتصادية، ووضع سياسات عالمية، ونزع أسلحة، وتخفيف الأعباء عن كاهل الطبقات العاملة في بلدان أخرى.
فما الذي يمنعهم من فعل الشيء نفسه هنا؟ وما الذي تبقّى لهم من مبرر ليواصلوا استغلالنا لصالحهم، وتكديس الثروات في بنوكهم، والحفاظ على نظامهم الفاسد المجرد من أبسط معاني الإنسانية؟
أسطة مهدي
رئيس تحرير صوت العامل – الناطقة باللغة الكردية في إقليم كردستان العراق
١١ أيار / مايو ٢٠٢٥