كلمة الرفيق كازويوشي ساتو، رئيس حركة الاشتراكية الديمقراطية (MDS)

المجزرة في غزة ما زالت مستمرة حتى اليوم. فلنجتمع في هذا المؤتمر لنتوحد على خطة عمل من أجل وضع حد لها.

إن هزيمة ائتلاف الحزب الليبرالي الديمقراطي الحاكم وحزب كوميتو في انتخابات مجلس المستشارين هي نتيجة لغضب الشعب العميق من تدمير سبل عيشهم. لقد أدت سياسة التيسير النقدي وإضعاف الين، التي صُمّمت لخدمة مصالح رأس المال العالمي، إلى دفع التضخم وتدمير الحياة اليومية.

ومع أن سقوط الأحزاب الحاكمة كان أمرًا حتميًا، فإن القوى الصاعدة مثل حزب سانسيتو والحزب الديمقراطي من أجل الشعب (DPP) هي من نجحت في تنظيم السخط العام واستثماره. فقد اجتذب سانسيتو الدعم من خلال شعاره “اليابان أولاً”، في حين وعد الحزب الديمقراطي من أجل الشعب بـ”زيادة صافي الدخل”. وقد حظي الأول بدعم كبير من الناخبين في الثلاثينات إلى الخمسينات من عمرهم، بينما لقي الثاني صدى واسعًا لدى من هم في العشرينات.

وما يجمع بين هذين الحزبين هو أيديولوجيا خطيرة قائمة على كراهية الأجانب، وازدراء كبار السن، ومعارضة خفض أو إلغاء ضريبة الاستهلاك. من خلال خلق أكباش فداء — الأجانب وكبار السن — استغلوا إحباط الذين يشعرون بأن النظام السياسي القائم قد تخلى عنهم.

وقد صرّح زعيم سانسيتو، كاميا، قائلًا: “الناس يشعرون بالخوف لأن هناك عددًا كبيرًا من الأجانب.” مستفيدين من دروس أقصى اليمين في أوروبا — مثل حزب التجمع الوطني الفرنسي (RN) وحزب البديل من أجل ألمانيا (AfD) — تنظم هذه القوى مشاعر الناس، لا الحقائق. ومثل دونالد ترامب، فإنهم يقدّمون الخوف والاستياء على الحقيقة أو السياسات.

وفي هذه الانتخابات الأخيرة، تمكن الحزب الاشتراكي الديمقراطي من الاحتفاظ بمقعد واحد والحفاظ على وضعه القانوني كحزب، بعد تجاوزه نسبة 2%. أما الحزب الشيوعي الياباني فقد تعرض لهزيمة خطيرة.

كان يجب أن تركز الحملة الانتخابية على النقطة التالية: أن السبب الجذري للمعاناة الاقتصادية يكمن في الرأسمالية العالمية. كان علينا أن نقف بوضوح ضد طريق التوسع العسكري الذي يسلكه ائتلاف الحزب الليبرالي الديمقراطي وكوميتو، وأن ندعو إلى خفض الإنفاق العسكري، وفرض ضرائب أقوى على الشركات الكبرى والأثرياء، والمطالبة بإلغاء ضريبة الاستهلاك.

ورغم أن قوى اليمين المتطرف تحقق تقدمًا فعليًا في أوروبا والولايات المتحدة، إلا أن الحركات التقدمية والديمقراطية تحقق أيضًا تقدمًا. ومن الأمثلة الحديثة فوز مرشح مدعوم من الديمقراطيين الاشتراكيين في أمريكا (DSA) في الانتخابات التمهيدية الديمقراطية لرئاسة بلدية نيوارك. وبمساعدة أكثر من 30 ألف متطوع، و1.6 مليون تواصل مباشر مع الناخبين، حقق الديمقراطيون الاشتراكيون نصرًا تاريخيًا من خلال عرض رؤية سياسية جريئة تستند إلى الاشتراكية الديمقراطية.

إن أنصار اليمين المتطرف لا يستجيبون للنقاش العقلاني على وسائل التواصل الاجتماعي. ما نحتاج إليه هو التفاعل المباشر وجهاً لوجه، الذي من شأنه أن يصنع التغيير الحقيقي.

فاليمين لا يقدم رؤية حقيقية. طرد الأجانب وتهميش كبار السن لن يُحسّن حياة الناس. إن مهمتنا هي تنظيم المواطنين حول بديل يحمل الأمل: مجتمع يدافع عن حقوق الإنسان، ويضبط جشع رأس المال العالمي، ويبني مستقبلاً يقوم على الديمقراطية والاشتراكية. في ذلك يكمن طريقنا إلى النصر.