مقابلة سمير عادل مع جريدة (الى الامام) حول اعمال مؤتمر زنكو ZANKO
المنعقد في اليابان في 26-27-2025
إلى الأمام: لقد شاركت في مؤتمر زنكو في اليابان الذي عقد في 26-27 تموز، هل لك ان تحدثنا عن هذا المؤتمر؟ وما مكانته في الحركة الداعية للسلام والمناهضة للعنصرية والفاشية في اليابان والمنطقة؟
سمير عادل: يعتبر مؤتمر زنكو (ZENKO) – أي "التجمع من أجل الديمقراطية والسلام" – مؤتمراً سنوياً تشارك فيه، إلى جانب أعضاء زنكو، وفود أجنبية من الولايات المتحدة ودول جنوب شرق آسيا مثل كوريا الجنوبية، تايوان، الهند، الفلبين، بالإضافة إلى العراق. وقد شاركت فلسطين هذا العام أيضاً إضافة الى البرازيل.
يناقش المؤتمر القضايا المحلية والإقليمية والدولية، ويتخذ قرارات سياسية وميدانية بشأنها. من خلال قراراته، يرسم المؤتمر أجندات سياسية ويضع خطوات عملية تجاه مختلف القضايا.
منذ غزو العراق واحتلاله، كانت لحركتنا مساهمة وحضور أساسي في المؤتمر، سواء على مستوى الحضور السياسي أو من حيث المساهمة في صياغة القرارات.
ومنذ عامين، نجحنا في تسليط الضوء على القضية الفلسطينية، حيث صدرت عن مؤتمري 2023 و2024 قرارات داعمة لفلسطين ومتضامنة مع شعبها.
وللأسف، لم يتمكن هذا العام وفد "جبهة نضال الشعب الفلسطيني" و"اتحاد نضال العمال الفلسطيني" من الحضور، بسبب عدم حصولهم على تأشيرات دخول إلى اليابان، نتيجة الإجراءات البيروقراطية للممثلية اليابانية في رام الله، وسياسات الاحتلال الإسرائيلي تجاه سكان الضفة الغربية.
قد عقد المؤتمر هذا العام تحت شعار "فلسطين حرة"، وهي المرة الأولى التي تتمحور فيها غالبية كلمات المشاركين وقرارات المؤتمر حول القضية الفلسطينية، وذلك في الدورة الـ59 للمؤتمر. و ركز جدول اعمال المؤتمر هذا العام على جرائم إسرائيل في غزة، ودعم نضال الشعب الفلسطيني، والدعوة لإنهاء الظلم القومي وتأسيس دولته المستقلة
وقد أُلقيت كلمات من قبل أحزاب لها تمثيل في البرلمان الياباني، كالحزب الشيوعي الياباني، والحزب الاشتراكي الديمقراطي، والحركة الديمقراطية من أجل الاشتراكية، والوفود الدولية بالإضافة إلى ممثلي نقابات ومنظمات عمالية وشعبية
ويُذكر أن المؤتمر افتُتح بأغنية "Free Palestine" وبعرض عن نشاطات وفعاليات احتجاجية امام السفارة الإسرائيلية والشركات التي لها علاقات اقتصادية وعسكرية في اليابان، وخُتم بها أيضاً، ورددها جميع الحاضرين، ما أضفى أجواء من الحماسة والثورية على جلسات المؤتمر وأروقته.
إلى الأمام: كيف كانت مشاركة "الجبهة العمالية الموحدة للدفاع عن الشعب الفلسطيني"؟ وما هي الرسائل التي وجهتها في هذا المؤتمر؟ وهل ساهمت في تعزيز التضامن مع الشعب الفلسطيني وبناء جسور جديدة بين اليابان وجنوب شرق آسيا والجبهة العمالية في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا؟
سمير عادل: أود الإشارة هنا – كما ذكرت في كلمتي بالمؤتمر – قد قررنا ألا أتحدث عن العراق، رغم الأزمة السياسية المستمرة، والفوضى، وتدهور الخدمات، وتحوله إلى ساحة مثل كرة المنضدة لتصفية الحسابات خلال أيام الحرب الإسرائيلية–الإيرانية، حيث كانت الأولى تُحلّق طائراتها في سماء العراق لقصف طهران، بينما ترسل الثانية صواريخها إلى تل أبيب عبر الأجواء العراقية. واشرت بأني سأتحدث بصفتي الأمين العام للجبهة العمالية الموحدة للدفاع عن الشعب الفلسطيني. وأوضحت خلال اليومين أن ما يحدث في غزة يضع علامة استفهام كبرى على هويتنا الإنسانية. ان الوقوف بوجه البربرية الإسرائيلية، والمدعومة مباشرة من الولايات المتحدة، هو دفاع عن إنسانيتنا جمعاء، فقد أصبحت القضية الفلسطينية قضية الإنسان في كل مكان.
وفي الندوة التي عُقدت بعد المؤتمر أي في يوم 28 تموز بمدينة أوساكا اليابانية، والتي خُصصت للجبهة العمالية الموحدة ولمعاناة سكان الضفة الغربية، وشاركنا فيها الرفيق محمد علوش عضو المكتب السياسي للجبهة نضال الشعبي الفلسطيني ورئيس اتحاد نضال العمال الفلسطيني من مدينة طولكرم عبر الزوم، بينتُ أن ما تفعله إسرائيل وأمريكا في غزة ليس بسبب "جنون" نتنياهو أو بدوافع شخصية، بل لأنهم يريدون فرض هذا العالم الدموي علينا.
واشرت ان الفرق بين النظام النازي بقيادة هتلر والحكومة الإسرائيلية بقيادة نتنياهو، هو أن الأول كان يقتل بعيداً عن أنظار العالم في غياب الإنترنت ووسائل الإعلام، بينما النازية الإسرائيلية تقتل الأطفال والنساء والشيوخ على مرأى من سبعة مليارات إنسان. ليس إمامنا سوى الانتصار والا سيادة البربرية على العالم.
إن مؤتمر زنكو يُعد إحدى المنصات المهمة لتقوية حركتنا في التصدي لسياسات إسرائيل. إنه دفاع عن مستقبلنا ومستقبل أطفالنا.
في اليوم الثاني من المؤتمر، وكذلك في الندوة المشار إليها، خُصص جزء كبير للجبهة العمالية الموحدة، وقدمنا عرضاً شاملاً عن أنشطة الجبهة، والمنظمات المنضوية تحتها، واستراتيجيتها، والدوافع وراء تأسيسها، والقرارات الصادرة عن مؤتمرها الأول. وقد لاقى نشاط الجبهة استجابة واسعة وحماساً كبيراً من المؤتمرين.
وكان من بين قرارات المؤتمر جمع التبرعات لإنشاء المستوصف الذي قررت الجبهة بناءه في قطاع غزة، على أن تكون الجبهة العمالية هي الجهة المخولة باستلام هذه التبرعات. كما طلبت وفود عدة إقامة علاقات مباشرة مع الجبهة، وتعزيز الروابط بين منظماتها العمالية وبين الجبهة العمالية الموحدة (UWFPP).
إلى الأمام: ما هي القرارات التي صدرت عن المؤتمر بشأن القضية الفلسطينية؟
سمير عادل: لأول مرة، يصدر عن مؤتمر زنكو 13 قراراً من أصل 18 حول قضية محورية واحدة، هي القضية الفلسطينية.
وقد تناولت هذه القرارات مواضيع متعددة، منها:
الاعتراف الرسمي بدولة فلسطين، والضغط على الحكومة اليابانية للقيام بذلك،
إغلاق منظمة "غزة الإنسانية"
استئناف عمل وكالة الأونروا،
تقديم مساعدات إنسانية عاجلة،
العمل على وقف الحرب فوراً،
تنظيم حملات مقاطعة شاملة ضد إسرائيل اقتصادياً وعسكرياً،
دعوة الرفيق محمد علوش، أمين سر الجبهة العمالية وعضو المكتب السياسي لاتحاد جبهة نضال الشعب الفلسطيني. وسنقوم بنشر جميع القرارات بالتفصيل على موقع الجبهة، فضلا على عدد من كلمات الوفود الأجنبية.
في الواقع، يمثل مؤتمر زنكو خطوة استراتيجية في تقوية الجبهة العمالية الموحدة للدفاع عن الشعب الفلسطيني، ويأتي تنفيذاً لقرار مجلسها المركزي بتوسيع التعريف بالجبهة عالمياً.
قد نجحنا في تعبئة القوى الإنسانية والعمالية المحبة للسلام في اليابان، وذلك بفضل جهود رفاقنا هناك، والتواصل والاجتماعات المستمرة. وستُسهم مشاركتنا في مؤتمر زنكو بشكلٍ إيجابي في دفع الجبهة العمالية الموحدة قُدماً في نضالها