كلمة الرفيق محمد علوش، السكرتير العام لاتحاد نضال العمال الفلسطيني

كلمة الرفيق محمد علوش، السكرتير العام لاتحاد نضال العمال الفلسطيني

أمين سر الجبهة العمالية الموحدة للدفاع عن الشعب الفلسطيني

في الكونفرنس العام للجبهة العمالية الموحدة، المنعقد يوم السبت 22 آذار/ مارس 2025

 (الطبقة العاملة والقضية الفلسطينية) (لا للتهجير. نعم للدولة الفلسطينية)

الرفيق سمير عادل – الأمين العام..  الرفيقات والرفاق الأعزاء في الجبهة العمالية وكافة المشاركين.:

شكراً لكم جميعاً على تلبية دعوة الجبهة العمالية الموحدة للدفاع عن الشعب الفلسطيني، شكراً لكم على حضوركم وعلى تضامنكم المبدئي الثابت مع القضية الفلسطينية العادلة ومع نضال شعبنا وطبقتنا العاملة في مناهضة العنصرية والفاشية الجديدة، حيث يتصدى لشعبنا لمحاولات الاقتلاع والتهجير وتذويب هويته الوطنية والإنسانية والحضارية من قبل الامبريالية العالمية المتوحشة بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية وقادتها العسكرية الاستعمارية – إسرائيل – القوة القائمة بالاحتلال على الأرض الفلسطينية.

على مدار ثمانية عشر شهراً تواصل حكومة الفاشية والعدوان والتطرف الإسرائيلية تنفيذ أكبر جريمة حرب وابادة جماعية في العصر الحديث بحق الأبرياء العزل والمدنيين من أبناء وبنات شعبنا وغالبيتهم من الأطفال والنساء في قطاع غزة الذي حولته آلة الحرب الهمجية الأمريكية الإسرائيلية الى مكان غير قابل للحياة، حيث قذفت طائرات وبوارج ودبابات الاحتلال الإرهابي أطنان من الصواريخ والمتفجرات والقنابل واستخدمت الأسلحة المحرمة دولياً في جريمتها الماثلة بدعم وغطاء مباشر من قبل الإدارات الأمريكية المتعاقبة، فكلا الادارتين – إدارة بايدن وإدارة ترامب – نفذتا نفس السياسة ونفس المواقف الحاسمة في دعم إسرائيل وتقديم كل أشكال الدعم لها لارتكاب هذه المجازر المروعة بحق الإنسانية والتي أودت بحياة عشرات الالاف من ضحايا الفاشية والعنصرية الصهيونية.

إن ما يجري اليوم من تجدد للعدوان يمثل استمراراً واصراراً على تنفيذ المزيد من المجازر وأعمال التطهير العرقي والابادة الجماعية والتي تشمل كافة الأراضي الفلسطينية المحتلة في قطاع غزة والقدس والضفة الغربية، فمن رفح جنوباً إلى جنين شمالاً يرتكب الاحتلال أفظع الجرائم والتخريب والتدمير الممنهج لفرض سلطة الاحتلال وتقويض المنجزات الوطنية الفلسطينية والنيل من حق شعبنا في تقرير مصيره وإقامة دولته الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس على أساس قرارات الشرعية الدولية.

وما يرتكب من جرائم مستمرة بحق شعبنا وبحق الطبقة العاملة الفلسطينية هو وصمة عار على جبين الإنسانية، وإن استمرارها دون أي رادع يطرح تساؤلات كبيرة حول القيم الإنسانية للبشرية وجدوى وجود المؤسسات الدولية والحقوقية، كما أنه يفضح زيف الخطاب الغربي الرسمي الذي يتبجح بالدفاع عن حقوق الإنسان، بينما يصمت عن إبادة الشعب الفلسطيني.

إننا على ثقة كبيرة بقدرة وإمكانيات الحركة العمالية والنقابية في المنطقة العربية والمغاربية وفي العالم عموماً للإسهام في معركة الحرية، وتقرير المصير ودعم واسناد الشعب الفلسطيني وطبقته العاملة في مواجهة التحديات المصيرية التي تواجه القضية الفلسطينية العادلة وحق شعبنا المشروع في المقاومة والتصدي لجرائم الاحتلال وممارساته الإرهابية البشعة، ورفض سياساته العنصرية والفاشية، وندعو كافة القوى والمنظمات النقابية والاتحادات العمالية لأن ترفع صوتها عالياً وأن تعبر رفضها وادانتها للجريمة المستمرة التي يقوم بها جيش الاحتلال الإسرائيلي، حيث نشهد عدواناً واسع النطاق يراد من خلاله تكريس الواقع الاحتلالي وسيطرة الاحتلال على الأرض الفلسطينية المحتلة، وهو ما يمثل تحدي للإرادة الدولية التي تمثلها قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة بالقضية الفلسطينية.

العالم كله يراقب بقلق ورعب واشمئزاز تصاعد الهجمات العدوانية في قطاع غزة، والفظائع غير المسبوقة التي تقوم بها إسرائيل، والتي بلغت ذروتها بقصف المشافي ومراكز وخيام النازحين، وهو عمل إجرامي غير مسبوق في تاريخ العالم!

وتزعم إسرائيل وحلفاؤها، وأولئك الذين يدعمون بصمتهم وتقاعسهم الهجمات، أن عدوان إسرائيل غير المسبوق ينبع من "الحق في الدفاع" وهذا تضليل للرأي العام العالمي، فقصف المستشفيات ليس "دفاع عن النفس"، بل جريمة حرب، جريمة ضد الإنسانية.

وإن تجدد العدوان على غزة يثبت أن إسرائيل وحلفائها ليس لديهم أي نية لتهدئة الوضع، الأمر الذي يزيد من مخاوفنا بشأن توسع الحرب في المنطقة، ونطالب المجتمع الدولي إلى وقف صمته دعماً للفظائع الإسرائيلية، والتدخل بشكل هادف لإنهاء الظلم التاريخي والمستمر الواقع على الفلسطينيين، وندعو كل القوى العمالية والنقابية إلى تعزيز الحركة المناهضة للحرب التي تطالب بالإنهاء الفوري للحرب والإنهاء الفوري لاحتلال فلسطين، من خلال المشاركة في التعبئة التضامنية التي يتم تنظيمها هذه الأيام في كل ركن من أركان العالم.

إن إراقة الدماء المستمرة والمتصاعدة منذ 7 تشرين الأول 2023، والتي أودت بحياة عشرات الآلاف من الأشخاص وجرحت عددا أكبر، تجعل الحاجة إلى تكثيف أعمالنا تضامناً مع الشعب الفلسطيني المكافح ومع عمال فلسطين، أكثر إلحاحاً من أي وقت مضى، فالجرائم الإسرائيلية المتواصلة ترقى إلى مستوى الجرائم ضد الإنسانية، التي ترتكب بفضل الدعم الذي تتلقاه إسرائيل من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وبقية حلفائهم.

نكبة جديدة تحدث، والسبب الجذري لهذه الحالة هو احتلال إسرائيل واستيطانها غير القانوني للأراضي الفلسطينية المحتلة، والجرائم اليومية المستمرة والحصار المفروض على غزة الذي يُرتكب ضد الشعب الفلسطيني منذ عقود، وإن هذه الجرائم والمظالم والاضطهاد والحرب المستمرة وغير المقبولة والتي لا توصف، ترتكبها اسرائيل التي تتميز بالأيديولوجية الفوقية الصهيونية والمدعومة من القوى الإمبريالية ومصالح رأس المال. 

إن الدعم والتضامن الثابتين والمبدئيين مع الشعب الفلسطيني البطل كان دائماً أولوية بالنسبة للحركة النقابية العالمية ذات التوجه الطبقي، وإن السبيل الوحيد لضمان وتعزيز السلام والأمن في المنطقة هو الإنهاء الفوري للاحتلال والاستيطان الإسرائيلي على الأراضي الفلسطينية والدول العربية الأخرى مثل لبنان وسوريا، كما نصت على ذلك عشرات القرارات الصادرة عن الأمم المتحدة وغيرها من المنظمات والمؤسسات الدولية، والتي لم تحترمها إسرائيل قط، بما في ذلك قرار المحكمة الدولية في لاهاي باتخاذ إجراءات فورية وفعالة لوقف العدوان على غزة بعد المبادرة الهامة المناهضة للإمبريالية التي قدمتها جنوب أفريقيا، والتي دعمتها العديد من البلدان والمنظمات الأخرى، ويجب علينا اليوم نعزز من إرادة وموقف عمال العالم بدعمهم  لإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس، بما يضمن حق العودة للاجئين الفلسطينيين.

وفي الوقت نفسه، من الواضح أيضاً أنه مع اشتداد العدوان الإمبريالي، يجب أن يتكثف تضامنكم أيضاً، فبينما يعيش الفلسطينيون في غزة بدون طعام وماء وكهرباء شهور طويلة، وبينما يتم شن هجوم عسكري غير مسبوق لجعل منطقة غزة غير قابلة للعيش، يواصل عمال وشعوب العالم النضال من أجل دعم الشعب الفلسطيني، وإن النقابات العمالية المناضلة ذات التوجه الطبقي تضم أصواتها إلى الشعب الفلسطيني المقاوم، وتدين النفاق الإمبريالي، وتطالب بوقف فوري لإطلاق النار، وإنهاء الاحتلال الإمبريالي والصهيوني والهمجي، وهذا مصدر فخر واعتزاز وقوة بالنسبة لنا، كونه يجدد فينا الأمل بالتضامن الأممي الحي والصادق ويدفنا نحو مزيد من النضال والصمود والثبات ونحن نقدم التضحيات من أجل الخلاص من هذا الاحتلال المستبد وهذا التغول الامبريالي المتوحش الذي يفتلك بالإنسانية المسحوقة والمعذبة.

اننا نواجه حرباً إرهابية شاملة لها أهدافها المعلنة وغير المعلنة التي تسعى حكومة الفاشية والحرب العدوانية لتنفيذها وفرض هيمنة الاحتلال وطغيانه، وقد خلفت هذه الحرب أزمة انسانية حقيقية في قطاع غزة، تتضح معالمها بأعداد الشهداء والجرحى والنازحين، والأضرار الجسيمة في كل أنحاء القطاع، علاوةً على الأوبئة والأمراض التي تهدد السكان والنازحين، واذا لم يتحرك الجميع للضغط ووقف العدوان والابادة الاجتماعية التي يرتكبها الاحتلال الاسرائيلي بحق سكان القطاع ستكون هناك مزيد من الخسائر والدماء والدمار والعذاب الذي لا يمكن أن ينسى، والتاريخ لن يرحم ولن يغفر لكل من يقف صامتاً أمام هذه المذابح وأعمال الإبادة والتطهير العرقي، ونشدد على ضرورة ادخال المساعدات الانسانية والصحية والطبية والمياه والوقود دون أي تأخير الى قطاع غزة الذي يريد الاحتلال تحويله الى هيروشيما جديدة!!

اننا ندعو عمال العالم وعمال الوطن العربيّ للاستمرار في كل التحركات والفعاليات وحملات الدعم والاسناد لأشقائهم عمال فلسطين الذين تعرضوا لأبشع أشكال العنصرية والاضطهاد والتنكيل من قبل الاحتلال، حيث قام جيش الاحتلال باعتقال أكثر من الالاف من العمال وخلق واقعاً اجتماعياً واقتصادياً قاسياً بفعل حربه الإرهابية، مما أفقد عمالنا أكثر من نصف مليون فرصة عمل في قطاع غزة والضفة، وهناك مؤشرات خطيرة تنعكس على واقع وظروف سوق العمل الفلسطيني وحرمان عمالنا من العمل داخل الخط الأخضر، مما يدعونا لمطالبة منظمة العمل الدولية لاتخاذ إجراءاتها وتدابيرها مع الجهات ذات العلاقة لمعالجة هذه التحديات والأضرار الجسيمة التي يخلقها الاحتلال بجريمة حربه العدوانية المستمرة.

إن الحركة النقابية العمالية في دولة فلسطين كانت ومازالت في الطليعة بالدفاع عن حقوق العمال والطبقة العاملة وتحقيق تطلعاتها، ومن خلال هذا المؤتمر اليوم، نوجه التحية للطبقة العاملة الفلسطينية، ولشهداء لقمة العيش، ونؤكد أن كافة اجراءات الاحتلال ضد العمال الفلسطينيين مخالفة للقوانين الدولية، وهي بذلك ترتكب جرائم بشعة ضد العمال الفلسطينيين.

إننا في اتحاد نضال العمال الفلسطيني نؤكد على أهمية استقلالية الحركة العمالية والنقابية والتعددية فيها من أجل تعزيز قوة الحركة العمالية والنقابية، وما نريده هو حركة نقابية وفاعلة، قادرة على خدمة القضايا العمالية، وكذلك دورية الانتخابات التي تساهم في خلق أجيال واعية قادرة على خدمة المطالب النقابية، فحركة عمالية قوية يعني حركة وطنية قوية، وكلما ازدادت الضغوط الخارجية وجب علينا تعزيز الجبهة الداخلية، وكلما تفككت جبهتنا الداخلية فإننا لا نستطيع المواجهة لحماية قضيتنا الوطنية، والمهمة المركزية أمام الحركة الوطنية الفلسطينية مع الفراغ السياسي الذي يقوض أسس العملية السياسية ويستهدف شعبنا، هو نحو انهاء الانقسام والوحدة وترتيب البيت الفلسطيني الداخلي، وتوحيد الساحة الفلسطينية وتغليب التناقض الرئيسي في مواجهة الاحتلال ومشاريعه التصفوية.

إن اتحاد نضال العمال الفلسطيني يوجه التحية للرفاق في الجبهة العمالية الموحدة بكافة مكوناتها من القوى والمنظمات العمالية والنقابية من البلدان المختلفة، ويعبر عن تقديره لهذا المنجز التاريخي للطبقة العاملة وهي توحد نضالاتها من أجل القضية الفلسطينية.

نشكركم أيها الأخوة.. الرفاق.. الأوفياء

عاش نضال الطبقة العاملة 

عاشت فلسطين في قلوب الأحرار