السكرتير العام لاتحاد نضال العمال الفلسطيني
ساغاميهارا–اليابان 27تموز 2025 باسم الشعب الفلسطيني الصامد في أرضه، وباسم رفاقي في جبهة النضال الشعبي الفلسطيني، واتحاد نضال العمال الفلسطيني، وباسم الذين يواجهون بصدورهم العارية أعتى آلة حرب استعمارية في عصرنا، أتوجه إليكم بتحية نضالية من قلب الجرح، من غزة المحاصرة، من القدس التي لا تنحني، ومن كل قرية ومدينة ومخيم تشهد أن إرادة الشعوب لا تُهزم.
اسمحوا لي أن أتقدم، في بداية كلمتي، بجزيل الشكر والعرفان إلى القائمين على هذا المؤتمر الدولي في اليابان، هذا البلد الذي نحترم شعبه وتاريخه الإنساني العميق، ونقدّر انحيازه الدائم لقيم السلام والعدالة.
إن انعقاد هذا المؤتمر، في ظل ما يتعرض له شعبنا من حرب إبادة ممنهجة، هو بحد ذاته شكل من أشكال المقاومة المدنية والتضامن الأممي الحقيقي.
أيها الأصدقاء،
في غزة، لا تُعدّ المجازر بالأرقام فقط، بل تُحصى بالقلوب التي تنكسر، والبيوت التي تُهدم على رؤوس ساكنيها، والأحلام التي تُقصف قبل أن تولد. ومع ذلك، فإن شعبنا الفلسطيني لم يرفع الراية البيضاء، بل اختار طريق الصمود والمقاومة المدنية، إلى جانب أشكال النضال الأخرى، فحين تنطلق المسيرات الشعبية، وتشتعل ميادين الضفة بالهتافات، ويخرج الآباء بأطفالهم حاملين لافتات تقول "لسنا أرقاماً"، فهذه مقاومة.
حين تكتب فتاة من مخيم جنين شهادة حياتها اليومية على منصة رقمية، فهذه مقاومة.
وحين تنتفض جامعات العالم، وتُقاطع موانئ الدول شحنات السلاح، ويتحد الطلبة والعمال والفنانون والمثقفون في وجه الظلم، فهذه هي المقاومة التي نؤمن بها – مقاومة الشعوب الحية.
السيدات والسادة
إن نضالنا الفلسطيني ليس قضية محلية، بل هو اختبار إنساني عالمي.. اختبار للعدالة الدولية، للضمير الإنساني، للشرعة الأممية التي وُضعت بعد أن عانت البشرية من الحروب والإبادات، وإنني أقول لكم اليوم بثقة وألم: فلسطين تنزف، لكنها لا تستسلم.
نحن لا نطلب المستحيل، بل نطلب ما يطلبه كل إنسان حرّ:
أن يعيش شعبنا بحرية وكرامة على أرضه.
أن تُرفع يد القتل عن أطفالنا.
أن تنتهي عقود الاحتلال والاستعمار والتمييز العنصري.
وأن يكون للمجتمع الدولي، وللأمم، دور واضح وفاعل، لا أقوال بلا أفعال.
رفاقي وأصدقائي،
وجودكم هنا، أصواتكم، مؤتمركم هذا، هو بحد ذاته رصيد معنوي هائل لنا.
أنتم تُعيدون تعريف التضامن لا كحالة عاطفية، بل كقوة فعلية في وجه الإبادة والصمت الدولي.
لهذا، أحيّيكم جميعاً، وأخص بالتحية المنظمين والمؤسسات والشركاء الذين أصرّوا أن تكون فلسطين حاضرة في جدول أعمال الضمير العالمي.
ختاماً، نُجدّد التزامنا بالنضال بكل الوسائل المشروعة، ونُجدّد إيماننا بوحدة نضال الشعوب، وبأن الحرية قادمة، مهما اشتدّ الظلام.
من فلسطين، من شعبها المنكوب لكن الثابت، لكم ألف تحية، ولأرواح الضحايا في غزة وكل فلسطين – السلام والخلود.
عاشت مقاومة الشعوب. عاشت فلسطين حرة. وعاش التضامن الأممي