رسالة إلى مؤتمر الجبهة المتحدة العمالية للدفاع عن فلسطين
الرفاق والمناضلون في الجبهة المتحدة العمالية،
نُحيّيكم بتحية النضال والصمود!
إن تشكيل جبهة مستقلة وثورية للدفاع عن فلسطين ليس مجرد خطوة، بل هو قفزة تاريخية نحو تحطيم جدران الظلم التي بناها الإمبريالية والصهيونية على كاهل البشرية. هذا الاتحاد يُزيل غبار الصمت عن النضال العمالي العالمي، ويجعل صرخة “يا عمال العالم اتحدوا!” تتردد في قلب النظام الرأسمالي. نحن نعلم أن خطواتكم نحو السلام والحرية قادرة على زعزعة الأرض تحت أقدام المستغِلّين.
خلال الإبادة الجماعية الأخيرة، لم تمر لحظة واحدة دون أن نكون في حالة من الألم والغضب بسبب الجرائم الفظيعة التي ترتكبها إسرائيل في غزة وفلسطين. إسرائيل، بدعم غير مشروط من القوى الغربية، وخاصة الولايات المتحدة، حوّلت أرض فلسطين إلى مختبر لأسلحتها، وجعلت من الأطفال الفلسطينيين ضحايا للرأسمالية المتعطشة للدماء وللاحتلال الصهيوني. هؤلاء الأطفال، الذين كان ينبغي أن يحلموا بأحلام طفولية بريئة في أحضان أمهاتهم، أصبح مستقبلهم مرسومًا بالدم والنار تحت وابل القذائف والصواريخ. أطماع هؤلاء المجرمين ومشعلي الحروب لم تقتصر على اغتصاب أرضهم، بل امتدت إلى نهب أنفاسهم وحياتهم.
إن المخطط الخبيث لـ “النظام العالمي الجديد” الذي تسعى إسرائيل والقوى الغربية لفرضه، يهدف إلى تحويل الشرق الأوسط إلى سوق مفتوحة لمهندسي الحروب ولصوص الثروات. لكن، أيها الرفاق، نحن في إيران، ومن خلال تجربة مريرة، رأينا كيف أن “الكفاح ضد الإمبريالية” الذي تدّعيه الجمهورية الإسلامية ليس إلا قناعًا زائفًا يخفي خيانتها واستغلالها لمعاناة الشعب الفلسطيني. كيف يمكن لنظام يقمع الاحتجاجات، ويعدم المعارضين، ويضطهد النساء، ويفرض الفقر على شعبه أن يكون مدافعًا حقيقيًا عن فلسطين؟ هذا النظام، مثل إسرائيل، يستغل التوترات الإقليمية لترسيخ سلطته، وفي الخفاء، يتعاون مع نفس الأعداء الذين يدّعي محاربتهم. الجمهورية الإسلامية وحلفاؤها الإقليميون، الذين يرفعون شعار الدفاع عن فلسطين، ليسوا سوى جزء من دائرة الاستغلال والقمع.
إن النظام الرأسمالي العالمي، بسبب أزماته الداخلية، جعل من الحرب أداةً للبقاء. نحن في إيران نعاني من الضغوط الداخلية الناجمة عن السياسات القمعية والاستغلالية للجمهورية الإسلامية، وفي الوقت نفسه، تؤدي سياسات الدول الغربية، مثل “الضغط الأقصى” الذي فرضه ترامب والتهديدات العسكرية ضد إيران، إلى تفاقم معاناة العمال في بلادنا. اليوم، هناك محاولات لإعادة تقسيم العالم بين القوى الإمبريالية، وبعد إضعاف حزب الله وحماس، وسقوط نظام بشار الأسد، أصبحت الجمهورية الإسلامية أيضًا في موقف ضعيف، مما يجعل احتمالية الهجوم العسكري والتغيير القسري للنظام في إيران أكثر وضوحًا. لكننا نعلم أن السلام الحقيقي لن يأتي من خلال اتفاقيات بين قادة الرأسمالية، بل من خلال وحدة العمال ضد الطبقة الحاكمة، لأن الطبقة العاملة وحدها هي التي تستفيد من تدمير الرأسمالية وإنهاء الحروب.
أيها الرفاق!
إن الجبهة المتحدة العمالية للدفاع عن فلسطين هي حصن في مواجهة هذا التوحش. أنتم تثبتون أن العمال، عندما يناضلون بوعي وتنظيم، يستطيعون حتى في أحلك اللحظات إضاءة طريق التحرر. نضالكم من أجل فلسطين هو نضالنا جميعًا. هذه الجبهة ليست فقط دفاعًا عن فلسطين، بل هي نافذة نحو عالم آخر؛ عالم لا تحكمه الكتل الإمبريالية والأنظمة الرجعية، بل تتقدم فيه الطبقة العاملة العالمية بصفوف موحدة من أجل الحرية والمساواة والسلام العادل.
فلنصرخ عاليًا: كفى!
كفى لقنابل إسرائيل التي تمطر أهل غزة بالموت!
كفى لرصاص الجمهورية الإسلامية الذي يخترق صدور أبناء وبنات إيران الثائرين!
كفى لاستغلال العمال من قبل الرأسماليين!
النصر لنا، إذا اتحدنا بوعي وصلابة في مواجهة النظام الرأسمالي!
عاش التضامن العمالي العالمي!
مجموعة من النشطاء الشيوعيين في إيران