في السابع من أكتوبر عام ٢٠٢٣، شنّت حركة حماس هجوماً على غلاف قطاع غزة الواقع تحت الاحتلال الإسرائيلي، لتستغل دولة الاحتلال ذلك الهجوم وتشنّ منذ ذلك التاريخ وحتى اليوم حملةً عسكريةً مسعورة ضد سكان قطاع غزة، بذريعة تحرير المحتجزين لدى حماس والقضاء على “الإرهاب”.
على مدار عامين كاملين، كشفت جرائم الاحتلال في غزة حقيقة المشروع الصهيوني بوصفه منظومةً فاشيةً نازية، تتغذى من دعمٍ غير محدود تقدّمه الولايات المتحدة الأمريكية وحلفاؤها، الذين أغرقوا العالم في وحل الجرائم في غزة، وغطّوا المجازر بمصطلحات “الدفاع عن النفس” و"محاربة الإرهاب".
لقد تحوّل قطاع غزة إلى جرحٍ مفتوح في ضمير البشرية؛ حيث سقط عشرات الآلاف من الضحايا المدنيين، جلّهم من النساء والأطفال، وتحوّلت البيوت والمستشفيات والمدارس إلى رماد، بينما يقف المجتمع الدولي صامتاً أمام واحدة من أبشع جرائم الإبادة في التاريخ الحديث.
إن ما حدث ويحدث في غزة ليس حرباً كما يدّعي الإعلام الإسرائيلي النازي، بل جريمة مستمرة تُرتكب ضد شعبٍ أعزل. فما يُسمّى بـ“جيش الدفاع الإسرائيلي” لم يواجه جيشاً آخر، بل واجه الفقراء والعمال والأمهات والأطفال، وهدم بيوتهم على رؤوسهم ليُبقي على نظامٍ استعماري فاشيٍّ يعيش على الدم والدمار.
إن خطة ترامب الداعية لوقف الحرب، ومن سبقه ومن سيلحقه من رؤساء واشنطن، ليست سوى محاولات لانتشال إسرائيل والولايات المتحدة من مستنقع جرائم غزة، ومحاولات لإنقاذ سمعة إمبراطوريةٍ تتهاوى تحت ثقل دماء الأبرياء. غير أن هذه المحاولات لن تمحو الحقيقة، ولن تُنقذ القتلة من محكمة التاريخ، ولا من عدالة الشعوب.
لقد أثبتت الحركةُ التضامنيةُ مع الشعب الفلسطيني في العالم، التي تضمُّ المنظمات العمالية ومنظمات حقوق الإنسان والمثقفين والتحرريين في كل مكان، أن القضية الفلسطينية لم تعد قضيةَ شعبٍ واحد، بل قضيةٌ إنسانيةٌ وأممية، قضيةُ العدالة في مواجهة الفاشية، والحرية في مواجهة الاستعمار، والكرامة في مواجهة الإبادة.
إننا في الجبهة العمالية الموحدة للدفاع عن الشعب الفلسطيني نؤكد أن الدفاع عن القضية الفلسطينية، وإنهاء الظلم القومي السافر الذي قلَّ نظيره في التاريخ، وتأسيس دولةٍ فلسطينيةٍ مستقلة، هو دفاعٌ عن جوهر الإنسانية نفسها، وعن حقِّ البشر في الحياة والحرية والعدالة.
وندعو جميع الاتحادات العمالية والمنظمات التقدمية في العالم إلى تصعيد حملات المقاطعة والإضراب والضغط السياسي على حكوماتها لوقف مسلسل القتل الصهيوني في غزة فوراً، وإنهاء دعم الاحتلال، ومحاسبة المسؤولين عن جرائم الحرب أمام المحكمة الجنائية الدولية.
عاشت دولة فلسطين المستقلة
عاش التضامن الاممي
٦ أكتوبر ٢٠٢٥