الجبهة العمالية الموحدة: الثامن من آذار نساء فلسطين في مواجهة الاحتلال والفقر والابادة

يحلّ الثامن من آذار، يوم المرأة العالمي، ليعلو صوت البشرية المتمدنة والتواقة إلى التحرر والمساواة في مواجهة التمييز الجنسي الصارخ بحق النساء، مؤكدةً على ضرورة تصعيد النضال من أجل تحقيق المساواة الكاملة بين المرأة والرجل في كافة الميادين الاقتصادية والسياسية والاجتماعية.

إن الظلم الجنسي، إلى جانب الاضطهاد القومي والديني والعرقي، هو السمّة البارزة لهذا العصر، وهو نتيجة حتمية للنظام الرأسمالي القائم على الاستغلال بأشكاله المختلفة، فالتمييز ضد المرأة يشكل أحد الأركان الأساسية لهذا النظام، حيث تتجلى مظاهره في التفاوت الحقوقي والاقتصادي حتى في الدول التي تتشدق بالديمقراطية وحقوق الإنسان، بينما تستخدم هذه الشعارات لتبرير الانقلابات ودعم القوى الرجعية في الشرق الأوسط، والتي جعلت من اضطهاد المرأة حجر الأساس لهويتها السياسية، وما زالت النساء في كل مكان يعانين من فجوة الأجور، ويدفعن ثمن سياسات التقشف واقتصاد الحرب، مما أدى إلى تفاقم معدلات البطالة والفقر في صفوفهن بمعدلات تفوق غيرهن من الفئات الاجتماعية.
إن تصعيد الظلم الجنسي ضد المرأة هو سياسة ممنهجة ومدروسة تنتهجها الأنظمة الرأسمالية، إذ يحمل أبعاداً سياسية واجتماعية تعكس هوية الأحزاب الحاكمة والتيارات المعارضة على حد سواء في بلداننا، فاستمرار هذا القمع يدرّ مليارات الدولارات إلى موازنات الدول، كما يرسّخ أنظمة سياسية تهمّش نصف المجتمع على الأقل، وتحاول إخماد أي تفكير بالتغيير الجذري، ما يؤدي إلى إضعاف الإرادة الثورية والنضال التحرري من أجل بناء عالم أكثر عدلاً ومساواة.

نساء فلسطين في مواجهة الاحتلال والفقر والإبادة:
 
في الأراضي الفلسطينية المحتلة، لا تقتصر معاناة النساء على الفقر والحرمان من أبسط مقومات الحياة، بل إن الاحتلال الإسرائيلي الفاشي يتخذ من استهداف النساء سياسة ممنهجة ضمن نهجه القائم على الاستغلال الوحشي وسرقة الأراضي والتهجير القسري، فالجرائم المرتكبة ضد النساء الفلسطينيات ليست مجرد انتهاكات فردية، بل جزء من سياسة عنصرية ممنهجة تهدف إلى القضاء على الوجود الفلسطيني.
لقد كشفت حرب الإبادة التي شنتها "إسرائيل" على سكان غزة الوجه الحقيقي لسياساتها الفاشية، إذ إن أكثر من ربع ضحايا هذه المجازر كانوا من النساء، وإن كانت الحقيقة هي الضحية الأولى للحروب، فإن النساء هنّ دوماً تتصدر عناوين هذه الحقيقة وفي مقدمة قوائم الضحايا، إذ يدفعن الثمن الأكبر للعدوان والاحتلال والقمع والاضطهاد.
 
نضالنا مستمر من أجل التحرر والمساواة
 
في الثامن من آذار هذا العام، نحن في الجبهة العمالية الموحدة للدفاع عن الشعب الفلسطيني، التي تضم عشرات الاتحادات والمنظمات العمالية، نرفع أصواتنا عالياً لنؤكد أن إنهاء حمامات الدم في غزة والضفة الغربية، ووقف استهداف النساء الفلسطينيّات بشكل ممنهج، والتصدي للفقر والحرمان المفروض عليهن، لن يتحقق إلا عبر النضال العمالي المستقل وبالتضامن مع القوى التحررية والإنسانية في العالم، فقد أثبتت الطبقة العاملة ومنظماتها الثورية وعبر اضراباتها العمالية، في إسبانيا وإيطاليا والسويد وأمريكا وبريطانيا، أنها قوة حاسمة في مواجهة الفاشية الصهيونية، وكشف جرائم "إسرائيل" المدعومة من الإمبريالية العالمية بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية.
في هذا اليوم، نوجّه نداءنا إلى جميع القوى التحررية والإنسانية في العالم لتكثيف النضال ضد الظلم القومي السافر الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني، ودعمه وإسناده لإقامة دولته الفلسطينية المستقلة، التي ستشكل خطوة أساسية نحو إنهاء معاناة النساء الفلسطينيات، وتحقيق تحررهن الكامل من الاضطهاد والاستغلال.
 
عاش الثامن من آذار، يوم المرأة العالمي!
عاشت نساء فلسطين ونضالهن من أجل الحرية والمساواة!
 
 
الجبهة العمالية الموحدة للدفاع عن الشعب الفلسطيني
بداية آذار ۲۰۲۵