من بريطانيا حتى اليونان، يقف العمال صفًا واحدًا ضد جرائم الاحتلال الإسرائيلي في غزة، مؤكدين تضامنهم الثابت مع الشعب الفلسطيني

في يوم الجمعة المصادف الحادي عشر من تموز 2025، أدان اتحاد "يونايت" – أكبر اتحاد نقابي في بريطانيا، بعضوية تصل إلى مليون ومئتي ألف عامل – في مؤتمره السنوي، بأغلبية كبيرة من الحاضرين، الإبادة الجماعية التي تنفذها إسرائيل، والاعتقالات، والانتهاكات الوحشية بحق الشعب الفلسطيني. وطالب المؤتمر في بيانه بإيقاف الدعم التسليحي لإسرائيل، وقطع كل أشكال الدعم من تصنيع وشحن الأسلحة، والمساعدات التي تقدمها الحكومة البريطانية لإسرائيل، وكذلك إنهاء دور الأسواق المالية والبورصات البريطانية كمركز لتبييض الأموال لصالح إسرائيل.

وقد أدان الاتحاد أيضًا تدخل القوى العالمية في الإبادة الجماعية بقطاع غزة والمناطق المحتلة، وأعلن دعمه الكامل لتأسيس دولة فلسطينية مستقلة، وحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره، كما عبّر عن تضامنه مع الحركة النقابية الفلسطينية، ومع النضال من أجل السلام والعدالة وضد الأبارتهايد والاستعمار.

وطالب المؤتمر كذلك بتقديم المساعدات لكل الفلسطينيين الذين شُرّدوا بسبب الحرب، ومنحهم حق اللجوء والملاذ الآمن.

وفي البيان ذاته، لم يكتفِ المؤتمر بالدعوة إلى توسيع المقاطعة ضد إسرائيل، بل عبّر بشكل واضح عن دعمه لقرارات العمال – خاصة في قطاعات الفضاء، وبناء السفن، والصناعات الدفاعية، والنقل والشحن – بالامتناع عن أي عمل له علاقة بالحكومة الإسرائيلية أو آلتها العسكرية. وأكد المؤتمر على تقديم الدعم الكامل لهؤلاء العمال في حال تعرضوا للملاحقة أو العقوبات من قبل أصحاب العمل أو السلطات، وصرّح أن الاتحاد سيتابع هذه السياسات على المستويات المحلية والوطنية والأوروبية والدولية.

وفي الأسبوع نفسه، شهد أكبر مهرجان عمالي في بريطانيا، والذي يُقام سنويًا تحت عنوان “"معرض عمال المناجم"، مشاركة العديد من المتحدثين المدافعين عن الشعب الفلسطيني والمعارضين للإبادة الجماعية الإسرائيلية، وقد لاقت كلماتهم ترحيبًا واسعًا من الحضور.

وفي الوقت ذاته، أصدر 22 قائدًا من اتحادات نقابية مختلفة – من قطاعات التعليم، والخدمات العامة، والنقل، والسكك الحديدية – رسالة وجهوا فيها اتهامًا علنيًا للحكومة البريطانية، وأدانوا محاكمة المتضامنين مع الشعب الفلسطيني، وطالبوا بإلغاء الملاحقات القضائية التي تستهدف من وقفوا ضد الإبادة الجماعية الإسرائيلية.

وفي في يوم الإثنين المصادق 14 تموز 2025، فقد رفض عمال ميناء “بيرايوس” في اليونان تفريغ شحنات الأسلحة والمعدات العسكرية المتوجهة إلى إسرائيل. وأكد العمال في تجمعهم أنهم لن يسمحوا لهذا الميناء بأن يتحول إلى قاعدة لدعم المجازر التي ترتكبها إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني.

وقال ماركوس بكريس، رئيس اتحاد العمال:

“لن نسمح بأن يتحول ميناء بيرايوس إلى قاعدة لأميركا أو الناتو أو الاتحاد الأوروبي. نريد أن نمنع عمليًا تفريغ هذه الشحنات، ولن نشارك في نقل أدوات الموت إلى إسرائيل. لن نلطّخ أيدينا بالدم.”

وجدير بالذكر أن عمال الموانئ في دول أخرى قاموا بخطوات مشابهة سابقًا، فقد رفض عمال ميناء مرسيليا في فرنسا في 4 يونيو تفريغ شحنة مكونة من 19 منصة أسلحة كانت متوجهة إلى ميناء حيفا الإسرائيلي. كما نفّذ عمال الموانئ في إيطاليا والسويد إجراءات مماثلة. هذه الخطوات، إذا ما توسّعت، بإمكانها أن توقف آلة القتل والجريمة التي تديرها الدولة الإسرائيلية الفاشية وداعموها، وهو أمر يمثّل حاجة ملحة للشعب الفلسطيني.

 

نحن في الجبهة العمالية الموحّدة للدفاع عن الشعب الفلسطيني، إذ نثمّن هذه الخطوات الجريئة والمهمة، نؤكد أن الشعب الفلسطيني، في ظل المجازر اليومية التي يرتكبها الاحتلال، لم يعد يملك أملًا إلا في التحرك العملي للطبقة العاملة وشعوب العالم المحبة للحرية.

بوسعنا، من خلال توسيع المقاطعة وممارسة الضغط على الحكومات الأوروبية والأميركية – التي تقدم الدعم المباشر لإسرائيل وتتواطأ في جرائم الإبادة – أن نضع حدًا لهذه الوحشية والانفلات الدموي ضد شعب فلسطين.

 

عاش النضال العمالي المباشر من أجل مقاطعة إسرائيل

عاشت الإنسانية

18 تموز/يوليو 2025